سنكسار اليوم 13 من شهر طوبة المبارك / السبت 21 يناير 2017
عيد عرس قانا الجليل
( عيد سيدى صغير )
في هذا اليوم تحتفل
الكنيسة بتذكار الأعجوبة التي صنعها السيد المسيح في قانا الجليل . وهي الأعجوبة
الأولى التي صنعها السيد المسيح بعد العماد . وكان قد دعي والقديسة مريم العذراء
إلى العرس وكذلك بعض تلاميذه . ولما فرغت الخمر قالت السيدة العذراء ليس لهم خمر .
قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة . لم تأت ساعتي بعد ، ثم قالت أمه للخدام مهما قال
لكم فافعلوه . وكانت ستة أجران موضوعة هناك . قال لهم يسوع أملوا الأجران ماء .
فملئوها إلى فوق . ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ ، فقدموا الخمر
الذي تحول بأمره الإلهي فصار خمرا جيدا ، كما شهد رئيس المتكأ إذ قال للعريس : " كل
إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولا ومتي سكروا فحينئذ الدون . أما أنت فقد أبقيت
الخمر الجيدة إلى الآن. هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل واظهر مجده
فأمن به تلاميذه " له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس إلى الأبد امين .
استشهاد القديسة دميانة
في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة دميانة . وكانت هذه العذراء
العفيفة المجاهدة ابنة مرقس والي البرلس والزعفران ووادي السيسبان . وكانت وحيدة
لأبويها . ولما كان عمرها سنة واحدة أخذها أبوها إلى الكنيسة التي بدير الميمة وقدم
النذور والشموع والقرابين ليبارك الله فيها ويحفظها له . ولما بلغت من العمر خمس
عشرة سنة أراد ان يزوجها فرفضت وأعلمته أنها قد نذرت نفسها عروسا للسيد المسيح .
وإذ رأت ان والدها قد سر بذلك طلبت منه ايضا ان يبني لها مسكنا منفردا تتعبد في هي
وصاحباتها . فأجاب سؤالها . وبنى لها المسكن الذي أرادته ، فسكنت فيه مع أربعين
عذراء ، كن يقضين اغلب أوقاتهن في مطالعة الكتاب المقدس والعبادة الحارة . وبعد زمن
أرسل دقلديانوس الملك ، واحضر مرقس والد القديسة دميانة وأمره ان يسجد للأوثان .
فامتنع أولا غير انه بعد ان لاطفه الملك ، انصاع لأمره وسجد للأوثان . وترك خالق
الأكوان ولما عاد مرقس إلى مقر ولايته ، وعلمت القديسة بما عمله والدها ، أسرعت
إليه ودخلت بدون سلام أو تحية وقالت له : ما هذا الذي سمعته عنك ؟ كنت أود ان
يأتيني خبر موتك ، من ان اسمع عنك انك تركت عنك الإله الذي جبلك من العدم إلى
الوجود ، وسجدت لمصنوعات الأيدي . اعلم انك ان لم ترجع عما أنت عليه الآن ، ولم
تترك عبادة الأحجار ، فلست بوالدي ولا انا ابنتك ، ثم تركته وخرجت . فتأثر مرقس من
كلام ابنته وبكي بكاء مرا ، وأسرع إلى دقلديانوس واعترف بالسيد المسيح . ولما عجز
الملك عن إقناعه بالوعد والوعيد أمر فقطعوا رأسه . وإذ علم دقلديانوس ان الذي حول
مرقس عن عبادة الأوثان هي دميانة ابنته ، أرسل إليها أميرا ، وأمره ان يلاطفها أولا
، وان لم تطعه يقطع رأسها . فذهب إليها الأمير ومعه مئة جندي وآلات العذاب . ولما
وصل إلى قصرها دخل إليها وقال لها : انا رسول من قبل دقلديانوس الملك ، جئت أدعوك
بناء علي أمره ان تسجدي لألهته ، لينعم لك بما تريدين . فصاحت به القديسة دميانة
قائلة : شجب الله الرسول ومن أرسله ، أما تستحون ان تسموا الأحجار الأخشاب آلهة ،
وهي لا يسكنها إلا شياطين . ليس اله في السماء وعلي الأرض إلا اله واحد . الاب
والابن والروح القدس ، الخالق الأزلي الأبدي مالئ كل مكان ، عالم الأسرار قبل كونها
، وهو الذي يطرحكم في الجحيم حيث العذاب الدائم ، أما انا فإني عبدة سيدي ومخلصي
يسوع المسيح وأبيه الصالح والروح القدس الثالوث الأقدس ، به اعترف ، وعليه أتوكل ،
وباسمه أموت ، وبه أحيا إلى الأبد . فغضب الأمير وأمر ان توضع بين هنبازين وبتولي
أربعة جنود عصرها فجري دمها علي الأرض . وكانت العذارى واقفات يبكين عليها . ولما
أودعوها السجن ظهر لها ملاك الرب ومس جسدها بأجنحته النورانية ، فشفيت من جميع
جراحاتها . وقد تفنن الأمير في تعذيب القديسة ديانة ، تارة بتمزيق لحمها وتارة
بوضعها في شحم وزيت مغلي ، وفي كل ذلك كان الرب يقيمها سالمة . ولما رأي الأمير ان
جميع محاولاته قد فشلت أمام ثبات هذه العذراء الطاهرة ، أمر بقطع رأسها هي وجميع من
معها من العذارى العفيفات . فنلن جميعهن إكليل الشهادة . صلاتهن تكون معنا ولربنا
المجد دائما ابديا امين .
نياحة القديس ثاؤفيلس الراهب
في مثل هذا اليوم تنيح القديس ثاؤفيلس الراهب ، الذي كان الابن
الوحيد لملك إحدى جزائر رومية ، فرباه احسن تربية ، وهذبه بالآداب المسيحية . ولما
بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة ، قرأ رسائل لسان العطر بولس ، فوجد في الرسالة إلى
العبرانيين فوله : " أنت يا رب في البدء أسست الأرض ، والسموات هي عمل يديك . هي
تبيد ولكن أنت تبقي وكلها كثوب تبلي . وكرداء تطويها فتتغير . ولكن أنت أنت وسنوك
لن تفني " وقرأ في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس : " حسن للرجل ان لا يمس امرأة .
ولكن لسبب الزنا ليكن لكل وحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها . . . لأني أريد ان
يكون جميع الناس كما انا . . . وأظن انا ايضا عندي روح الله " وقرا ايضا في الإنجيل
المقدس قول سيدنا : " ان أردت ان تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون
لك كنز في السماء وتعال اتبعني " فترك بيت أبيه وكل ما له ، وخرج متنكرا ، وصار
يتنقل من دير إلى دير ، إلى ان وصل الإسكندرية ، ومنها مضي إلى دير الزجاج . فلما
رآه القديس بقطر رئيس الدير ، علم من النعمة التي فيه انه من أولاد الملوك ، فتلقاه
ببشاشة وباركه ، ثم استفسر عن أمره فاعلمه به . فتعجب الاب ومجد الله وقبله في
الدير . ولما رأي نجاحه في الفضيلة ونشاطه ، البسه الإسكيم المقدس . وبعد عشر سنين،
آتى جند من قبل أبيه وآخذوه رغما عن رئيس الدير . فلما وصل إلى أبيه لم يعرفه لان
النسك كان قد غير شكله ، فعرفه القديس بنفسه ففرح كثيرا بلقائه . وشرع القديس في
وعظ أبيه مبينا له حالة الموت والحياة وهول الدينونة وغير ذلك حتى اثر كلامه في قلب
والده . فنزع التاج عن رأسه تاركا الملك لأخيه . وذهب هو وامرأته والقديس ثاؤفيلس
ابنهما إلى دير الزجاج حيث ترهبا وأقام مع ولده. أما والدته فقد ترهبت بدير
الراهبات . وعاش الجميع بالنسك والعبادة ة عمل الفضائل حتي أخر أيامهم . ولما
اكملوا جهادهم الصالح تنيحوا بسلام
.
صلاتهم تكون معنا امين
.